Sunday, 30 June 2019

قصتي مع الغش


السلام عليكم جميعًا..

أحببت أن أشكر كل من علّق على موضوع "إنسانية الغش" الذي شاركتكم به قبل فترة.. سواء بالتعليق في المدونة، أو في تطبيق الـ MyU (تحت الموضوع أو عن طريق الرسائل المباشرة).

لي تعقيب سريع على التعليقات، وقد يكون تعقيبي ما هو وجهة نظر غير رائجة ولا مستحبة، خصوصًا في زمننا هذا، الذي أصبحت الألوان فيه رمادية، واختلط الحق بالباطل.

ولكن قبل ذلك، إليكم قصتي الشخصية مع الغش:
تعلمت منذ صغري، أن من غشنا فليس منا، والغش حرام ويُدخل فاعله النار، لذلك كنت أدرس وأدرس ولا أغش (ولا أُغشش 😄).

المهم، في أحد امتحانات المتوسطة (على أيامنا)، كان امتحان مادتي المفضلة، العلوم، والذي درست له كثيرًا. وفِي يوم الامتحان، حللته كله، إلا سؤالاً واحدًا (عليه نص درجة) لم أعرفه.
جلست لآخر الوقت، أفكر في الإجابة دون جدوى. ولم أفكر قط أن أنظر يميني أو شمالي علّي أجد الإجابة في أوراق زميلاتي.
المشكلة أنني كنت متأكدة من جميع إجاباتي، إلا هذا السؤال. جلست أردد في ذهني: يعني مو حرام آخذ 9 ونص من عشرة وأنا دارسة عدل؟؟ (طبعًا الطلبة "أم قليب" أمثالي سيتعاطفون مع وجهة نظري هذه 😄).

المهم.. مرت عليّ إحدى صديقاتي في طريقها لتسليم ورقة امتحانها وقد استغربت لمَ تأخرتُ في حل الامتحان! فنظرت إلى ورقتي وإلى السؤال الغير محلول فيها، وفِي طريق عودتها لكرسيها، همست لي بالإجابة الصحيحة! 😳

عاصفة من الآراء عصفت بذهني!! كأن ملاكًا على يميني والشيطان على شمالي يتناقشان:
الملاك: لا تاخذين الإجابة .. هذا غش!
الشيطان: شلون غش وإنتي ما إلتفتي ولا سعيتي لها؟
الملاك: بس هذي مو إجابتج! مو انتي اللي طلعتيها!
الشيطان: وخير يا طير، هذا يسمونه رزق من الله، الله بيساعدج. لا تقولين لا!

غطى صوت المدرسة على هذا الحوار وهي تقول: يلا خلص الوقت سلموا أوراق الامتحان.

من السرعة والرعب، ولربما حب الوصول لكمال الدرجة، كتبت الإجابة الصحيحة التي غششتني إياها صديقتي، وسلمت ورقة الامتحان، ثم بررت الوضع بأنه جزاء من الله لحسن دراستي ولأنني لم أغش. قلت حينها: الحمدلله راح أخذ 10 من 10.

عندما وزعت المدرسة أوراق الامتحان بعد تصحيحها، حصلت على *9 ونصف من 10* 🤦🏻‍♀️
"طلع عندي سؤال ثاني بنص درجة غلط!"

الحكمة من القصة أنه لم يفدني غشي، سواء كان بقصد أو من غير قصد. أردت أن أحصل على 10/10، ولكن أتت نتيجتي كما خشيتها: 9 ونصف من 10!

والله من يومها، لم أفكر أبدًا أن أغش.. حتى وإن لم أدرس كفاية، كنت أعوض نقص الدراسة بالدعاء والتضرع لله تعالى ألا تأتي الأسئلة من الأجزاء التي لم أدرسه. وفِي كل مرة ينفع الدعاء ولله الحمد والمنة.

أعزائي..
لا يهم إن كنت من الطلبة المتفوقين وخفت أن يهبط معدلك لظروف منعتك من الدراسة لامتحانٍ ما، ولا يهم إن كانت ظروفك كلها منعتك من الدراسة وتريد التخرج "بأي شكلٍ كان". المهم أنك غشيت! المهم أنك حدت عن طريق الحق والصلاح. المهم أنك بررت لنفسك الغش كي تأتيه وتستمر فيه.

أشكرك جدًا @aziz80 على تعليقك وقصتك (في تطبيق MyU)، لكنها، بعكس ما تفضلتَ به، ليست درسًا حميدًا نتعلم منه. فالغش بحد ذاته مصيبة، لكن المصيبة الأعظم في نظري هي أن يتستر المعلم على الطالب لكي يغش!! خصوصًا وإن فرّق المعلم بين أنواع الغش، لكي يُبرر غش الطالب: "غش الأمم والذمم وغش العقول والتغرير"!! للعلم فقط، غشك في الامتحان هو غش أمم وذمم وغش عقول!

يا أحبتي..
الغش واحد!! لا مبرر له ولا عذر. وإن سمحت لنفسك بالغش مرة واحدة، لأي سبب كان، فلقد اجتزت الفاصل بين الحق والباطل، وذهبت، كما يقولون، للجانب المظلم، وعمتك الظروف، ولربما دياثة المجتمع تجاه الغش، أن تدرك أنك تفعل كبيرة من الكبائر المنهي عنها، وأنك بذلك تفتح بابًا قد لا تستطيع غلقه مرة أخرى، وفِي كل مرة، سيزيد العذر، وتكبر المسافة بين الحق والباطل.

لا مبرر للغش، مهما كان دينك أو جنسيتك أو ظروفك!

ودمتم بنعمة العقل 💐



No comments:

Post a Comment

جميع التعليقات مرحب بها طالما تحترم الآخرين ووجهات نظرهم.